قدمت استقالتى للحياه

عندما كلمت الحياة...


قدمت استقالتي للحياة...

بحجة انها اتعبتني...

وحين أخذت تقرأ أعذاري...

اخذها صمت غريب فلم تجب...

سألتها هل تقبلين...

فطال صمتها...

حينها وقفت أحدق في عينيها...

فلم افهم تلك التعابير...

ولم تشف غليلي بأي تفسير...

رحت استشفُ من لحظاتها ردّا لطلبي...

لكنها لم تترك لي مجالا للفهم!!!...

أخذت أحادثها...لا حراك...

هززتها بذراعي...لم تستيقظ...

قلت لها "رجاءً أقيليني"...فقد ارهقتني...بقي الصمت يأكلني...

سمعت صوت موج...فقلت لها:..أأرسلت مع الموج برقية لي؟؟...لم تجب...رحت اتفقد الشط...فلم اجد اثراً لرسالة!!..

.ما وجدته هو اثر الموج على الرمال...عدت لها مستاء...لم يهزها حتى استيائي...

قلت لها:"بحق الله اقيليني"...فلم اسمع سوى صدى لصراخي الذي صرخت...فخفت من صوتي...وكأنه كان صوت غيري!!!...

قلت لها وأنا أقف على اعتاب جبل لا يضاهيه شيء شموخاً..."أقيليني وإلا..."فبقيت بلا حراك...

عدت...ذرفت دموعي في احضانها...وقلت اريحي فؤادي ...

"وأقيليني"...حتى دموعي لم تستشف منها جوابا...ركضت...

وهددتها بالرحيل دون إذن لي بالرحيل...فصمت صمتاً مع صمتها...


عدت من جديد...صرخت وقلت لها:هل مت؟؟

اجيبيني؟؟!"...فدوّى صراخي الافاق فوجدتها تسقط امامي....كانت قد ماتت منذ زمن!!!..


حينها تركت استقالتي بين يديها...

وأدركت ان موتها هو قبول لاستقالتي!..

.فحزمت لحظاتي...

وأغمضت الجفون...

وسلمت نفسي للريح...

واستقلت...


ولم اجد سوى البحر مكانا لي بعدها...